الكتاب الإلكتروني لمخطط التغيير العكسي للعادات RCH

مخطط التغيير العكسي للعادات RCH©
The Reverse Changes of Habits RCH

"مخطط RCH أداة جديدة ضمن الأدوات المساعدة على تغيير السلوك البشري تساهم في التخلص من العادات السلبية خاصة المتجذرة والقديمة "

مسجلة في وزارة الإعلام السعودية ومحمية بحقوق الملكية الفكرية
رقم فسح وزارة الإعلام للكتاب الإلكتروني: 59949320221012
رقم شهادة الهيئة السعودية للملكية الفكرية: 22-12-10289

تأليف وابتكار د.علاء محمد ذيب
مدرب مهارات العقل والإبداع والإنتاجية الشخصية واستشاري تطوير واحتراف الإدارة
مبتكر العديد من الأنظمة و الاستراتيجيات والبرامج المتخصصة المسجلة والمحمية 
كبير الاستشاريين والمدير العام لمركز اللياقة العقلية الدولي IMF-HUB

فهرس المحتويات

§مقدمة
§المحور الأول : فهم العادة - مقدمة ضرورية لمخطط التغيير العكسي للعادات RCH
§المحور الثاني : الشعور بتأثير العادة لنجاح مخطط التغيير العكسي للعادات RCH
§المحور الثالث : منطلقات أساسية لمخطط التغيير العكسي للعادات RCH
§المحور الرابع : خطوات مخطط التغيير العكسي للعادات RCH
§المحور الخامس : تطبيق مخطط RCH

المقدمة

إذا سألنا أي إنسان عن أكثر  الأمور التي تضايقه في حياته والتي تنغص عليه معيشته وتعطله عن تحقيق ما يتمنى فيها ، لوجدنا حتما أن أحد تلك الأمور عادة سيئة اعتاد عليها منذ زمن بعيد وأصبح عاجزا عن التخلص منها.

لقد أجمع علماء النفس وخبراء النجاح البشري أن بداية السيطرة والتحكم في الحياة لأي إنسان تكون من العادات التي يمارسها هذا الإنسان وبحسب قوة العادة ونوعها وأهميتها يزداد تأثيرها سواء كان تأثيرا سلبيا أو إيجابيا ، فالعادات محايدة وستعطيك التأثير الطبيعي الذي ينتج عن عاداتك التي اخترتها مهما كانت.

ومن هنا ندرك جيدا أهمية وخطورة سيطرة العادات علينا وحتمية البحث المستمر طوال الحياة على طرق اكتساب العادات الحسنة  وتقويتها وعلى طرق التخلص من العادات السيئة وتضعيفها.

عندما نبحث في كتب علم النفس والتغيير السلوكي نجد الكثير من النظريات والاستراتيجيات والأساليب تتعلق بالعادات وهذا بحد ذاته مؤشر آخر مهم عن عظم هذه المسالة في حياة البشر ، بعض هذه الأدوات تناسب فئة من الناس اكثر من غيرهم ، ونلاحظ أن هناك أدوات أخرى عامة (وهي الأكثر شيوعا) تعاملت مع العادات بشكل عام موحد دون النظر لطبيعة العادة وطبيعة التجربة والظروف والمراحل التي مر بها هذا الشخص خلال اكتسابه لتلك العادة ، مما يؤدي إلى نتائج ضعيفة وعشوائية.

ومن هنا بدأتُ في صياغة مخطط التغيير العكسي للعادات RCH ، حيث كان من الضروري وجود خيارات أخرى لتغيير العادات السلبية تراعي التجربة الفردية ولا تضع حلولا عامة فقط.

وأول تطبيق عملي للمخطط كان في يوم 12/12/2011 حيث دعيت للمشاركة في مؤتمر توعوي حول التدخين في جامعة الملك سعود بالرياض، وقدمت فيه ورشة عمل عن كيفية ترك التدخين من خلال مخطط التغيير العكسي للعادات RCH ، وقد لاقت ترحيبا كبيرا وتم تكريمي حينها من الجامعة مشكورين ، ثم بدأنا بعدها بتطبيق المخطط على مجموعة من المدخنين عددهم 25 شخصا ، تراوحت مدد ممارستهم لهذه العادة من 5 إلى 15 سنة واستمرت التجربة حوالي سنة كاملة وهذه كانت أبرز النتائج من حيث التأثير:

-نسبة 76% تشافي تام من التدخين
-نسبة 20% تراجع كبير في معدل التدخين
-نسبة 4% تراجع طفيف في معدل التدخين
ومن هنا أمكننا اعتبار مخطط RCH أداة جديدة ضمن الأدوات المساعدة على تغيير السلوك البشري تساهم في التخلص من العادات السلبية خاصة المتجذرة والقديمة ، أو على أقل تقدير تخفف من وطأتها وآثارها ، والاستفادة منها مرهونة أولا وأخيرا بالشخص نفسه وحرصه على التخلص من هذه العادة بطريقة سليمة تحميه من التعرض لصدمات قوية وصراعات مرهقة نفسيا وجسديا خلال محاولة تغيير العادات ، ويتناول البرنامج بداية بعض المحاور الهامة التي تؤسس للفهم الصحيح للعادات وتأثيرها ومستلزمات تغييرها الحتمية والتي تضمن لنا التعامل بكفاءة عالية مع تغيير العادات السلبية وفق مخطط RCH.

كتبه/ علاء ذيب

12-12-2012

المحور الأول : فهم العادة
ما هي العادة ؟ ومم تتكون؟

" العادة مثل الحبل! فنحن ننسج خيطًا كل يوم. وفي النهاية لا نستطيع قطعه " .

- هوراس مان

ما هي العادة؟
ببساطة شديدة جدا العادة هي فعل تفعله باستمرار حتى يصبح القيام به سهلا للغاية ، وبعبارة أخرى  العادة هي سلوك تعيده وتكرره بصفة مستمرة ، وبالتالي فهذا السلوك ينمو ويتحول إلى سلوك تلقائي تماما تقوم به دون شعور بل لا تجد راحتك إلا بقيامك به.
هل العادة شيء سلبي ؟
العادة نعمة من نعم الخالق علينا ، وبدون العادات لكانت الحياة صعبة جدا فسنكون بحاجة إلى وعي تام وكامل أثناء قيامنا بكل مهامنا اليومية صغيرها وكبيرها ، ولذا فالعادة جزء حيوي في حياة البشر ولكنها حيادية تماما ، فهي قد تكون سلبي وقد تكون إيجابي بحسب نتيجتها وطبيعتها وبحسب الشخص نفسه.
هل العادة قابلة للتغيير؟
هذا هو الجانب الإيجابي الأكبر في موضوع العادات ، مهما كانت عاداتك فهي قابلة للتغيير ، والذي يختلف بين عادة وأخرى هو مستوى وطبيعة التغيير وماتحتاجه من إجراءات وما تستغرقه من مراحل وعمليات وتضحيات بحسب نوع العادة وطبيعتها وعمرها ، فبالتأكيد كلما كان التغيير مبكرا كان سهلا والعكس صحيح.
ما الذي يحدد عاداتنا؟
اختياراتك طبعا !! تبدأ عاداتك باختياراتك ، سواء كنت واعيا لذلك أم لا ، خاصة تلك العادات التي تكونت في وعيك بما تقوم به ، وقد أثبتت التجربة أن الطفل في عمر 8 سنوات يفهم جيدا معنى العادة ويمكن تدريبه على اختيار عاداته ، لكن بسبب نقص الوعي المجتمعي حول العادات واهميتها لم تنشأ الأجيال على فهم وخطورة اختياراتنا لعاداتنا وأن العادة تبدأ عندما تختار ممارة فعل معين بشكل متواصل على مدار فترة زمنية طويلة.
كم تستغرق أفعالنا حتى تصبح عادات؟
هذا الأمر من أكثر الأمور التي اختلفوا عليها علماء النفس والسلوك البشري ، ومجمل القول أن المدة الأساسية لبداية تكون أي عادة تبدأ ب21 يوما وحتى 90 يوما وهذا يختلف من عادة لأخرى وبحسب الظروف التي تكونت فيها العادة ، وهذا يجعلنا نفهم التفاوت الكبير بين مستوى قوة العادات ، فالعنصر الأهم في تقييم مدى قوة أي عادة هو عمرها الزمني ، وبالتالي إذا أردت اكتساب أي عادة وتنميتها فالطريقة المفصلية لذلك هو الاستمرار عليها أطول مدة ممكنة بدون انقطاع.
ما هي المكونات الأساسية لتكون أي عادة؟

أي عادة سلوكية تتكون من 3 مراحل حتى تصبح عادة :

1- الرغبة : أولا تتكون لديك رغبة تجاه فعل أو سلوك معين بسبب دافع أو أكثر من دوافعك الذاتية (قد تأتي الرغبة بعد المعرفة) .

2- المعرفة : ثم بعد حدوث تلك الرغبة واستقرارها في نفسك تبدأ بالتعرف على ما يتعلق بهذا السلوك نظريا.

3- المهارة: ثم بعد ذلك تبدأ بممارسة تلك المعرفة لاكتساب المهارة السلوكية والعملية للقيام بهذه العادة.  
ما هي مكونات العادة بعد اكتسابها؟

أي عادة سلوكية تحتوي على 3 مكونات أساسية بعد اكتسابها:

1- المحفزات: ويندرج تحته كل الأشياء التي تحفزك لبدء ممارسة العادة السلوكية من المكان أو الزمان أو الأشياء أو الأشخاص.

2- السلوك المعتاد : هو الفعل الذي اعتدت على القيام به.

3- المكافأة: وهي الإشباع الذي تحصل عليه والنتيجة التي تحققها وتشكل دافعا لمعاودة ممارسة العادة لاحقا.  
ما هي المجالات التي تتعلق بها العادات؟
العادات تتعلق بكل مجالات الحياة ، فستجد أن لديك عادات في مجالك النفسي والصحي والاجتماعي والمهني والمالي والمعرفي والفكري والروحي والديني وغير ذلك ، ولذا فالعادات هي جزء من كل جزء في حياتنا.
ما هو أفضل وقت لاكتساب العادة؟
يمكنك اكتساب أي عادة في أي وقت متى ما كنت راغبا حقا في ذلك ، لكن هناك بعض العادات سيكون لها أوقاتا أفضل من أخرى وذلك بحسب طبيعة العادات فالعادات الرياضية مثلا يفضل أن تكون في الصباح وهكذا ، بالإضافة إلى أن كثير من الخبراء في هذا المجال وجدوا أن أحد أفضل الأوقات لاكتساب عادة جديدة هو في الوقت الذي يتم التخلص فيه من عادة أخرى سيئة خاصة لو كان بينمها تجانس أو ترابط بشكل ما، ولكن احذر من استبدال عادة سيئة بأخرى سيئة أيضا دون أن تعي ذلك، فهذا يعني أنك لم تستفد شيئا فضلا عن سهولة عودتك للعادة السابقة بدعوى أن لا فائدة ولا فرق فالعادتان سيئتان.
هل يمكن الرجوع للعادة القديمة؟
لنفترض أنك كنت تسلك طريقا محددا لمقر عملك لمدة 10 سنوات متتالية ، ثم بعد ذلك تغير مقر عملك، وبعد أسبوعين من ذهابك لمقر عملك الجديد، خرجت في ذلك اليوم مستغرقا في التفكير بموضوع ما، ولكنك لم تفق من استغراقك هذا إلا وأنت أمام باب مبنى مقر عملك القديم! هل هذا شيء غريب؟ بالتأكيد لا، وعلى الأغلب أنك سترفع حاجبيك وترجع لسيارتك ضاحكا متجها لمقر عملك الجديد. هذا ما يحدث بالضبط عندما تمر في ظروف استثنائية أو غير مستقرة من ضغوط وتوتر، حينها سيفضل عقلك الرجوع إلى ما تعود عليه لفترة طويلة، خاصة إن كانت تلك العادة مما ارتبط لديك بشعور السعادة والمتعة والراحة، لكن المؤسف أننا في الغالب لا نتقبل هذا ونتعامل معه كفشل، مما يولد لدينا شعورا بالإحباط واليأس.
ماذا لو تعاملنا مع هذا الأمر على أنه أمر طبيعي تماما مثل موقف الطريق إلى مقر العمل الذي ذكرناه سابقا، ماذا لو تقبلنا هذا الأمر كحدث عارض بشكل مسقل، وافترضنا أن هذا الرجوع ليس إلا مؤشرا إيجابيا على أن العادة الجديدة ما زالت تحت التكوين وهي بلا شك تحتاج لمزيد من العمل والجهد لتصبح هي الاصل، شتان بين الموقفين وشتان بين أثرهما عليك.

 

المحور الثاني : الشعور بتأثير العادة
ما هو تأثير عاداتنا علينا ؟ وكيف يكون هذا التأثير؟