مقدمة
*ما هي بدايات هذا الاكتشاف؟
في إحدى دوراتي التي أقدمها عن العقل والتفكير .. إذ بيد ترفع من أواخر الصفوف توحي لنا بخمول شديد ، وكم هائل من اللامبالاة ، ولكن أدبا اضطررت للتوقف فواجب علي أن أستمع لآراء الآخرين وأسئلتهم مهما كانوا يبدون سخفاء ، وكما توقعت إذ به سؤال يثبت لي ظنوني حقا ، سألني فقال : أيها المدرب ما هي أسرع طريقة للتفكير؟!! في الحقيقة لم يستطع الآخرين كتم ضحكاتهم واستغرابهم ، ولا أخفيكم حتى أنا تبادرت لذهني فكرة ساخرة حول هذا السؤال ، ومباشرة علقت قائلا بلهجة مازحة (يا الله على الكسل .. حتى التفكير تعاجزنا عنه حتى صرنا نبحث عن أسرع طريقة للتفكير!!) فبدأت الضحكات تتعالى من الجميع حتى من السائل نفسه ، إلا أنني في تلك الأثناء سألت نفسي مرة أخرى بحيادية .. صحيح ، هل نحتاج في كل مرة نفكر فيها إلى أن نمر بالكثير من النظريات والخطوات حتى نصل إلى الفكرة مباشرة ، ماذا لو لم يكن لدي الوقت الكافي لذلك ؟ حينها فقط قطع صوتي أصوات الضحك وأنا أقول: هل تدرون أن هذا السؤال في غاية الخطورة؟ فبدأ الجميع بالنظر إلي وعليهم علامات الدهشة ... إن هذا السؤال سمح لي بالكشف عن أهم مهارة من مهارات التفكير الموجه والتي من غيرها قد يصبح التفكير بلا فائدة .. أداة كل البشر يعرفونها ويستخدمونها وقد يعرفون أهميتها لكنهم لم يعرفوا أنها فعلا هي أسرع طريقة للحصول على الأفكار المناسبة والقوية .. هم يعرفونها ولكنهم لم يتقنوا فنها ويتدربوا على استخدامها بفعالية عالية .. ولم يتعاملوا معها على أنها أسرع طريقة للتفكير ، إنه السؤال !!
عندما سأل السائل سؤاله توقفت وسألت نفسي ما هي أسرع أداة من بين مئات أدوات التفكير التي أعرفها؟ لاحت لي الأسئلة
شعرت أني عثرت على كنز ثمين سيساعدنا بلا شك على أن نصل إلى أقصى سرعة في التفكير موجها إياه نحو ما نريده ونحتاجه حقا .
من هنا بدأت رحلتي مع الأسئلة ، في البداية شعرت أن الأمر بديهي وترددت قليلا ولكني قررت أن أبحث وبالفعل بحثت في الكتب في المحاضرات في المكتبات في أهم مراجع هذا العصر (الإنترنت) سألت الكثيرين ولكن كل ما وجدته كلام عام عن أهمية الأسئلة لم يصل إلى تلك الفكرة الخطيرة ذات التأثير البالغ على عملية التفكير .. على سرعة التفكير وسرعة توجيهه للوصول إلى الأفكار الرائعة والحلول المناسبة.. لا نبالغ أبدا لو قلنا عن ذلك أنه اكتشاف !!
كثيرا ما ضاعت أوقاتنا في البحث عن أفكار بالعديد من النظريات والطرق ولكن دون جدوى ...
كثيرا ما عجزنا عن حل العديد من المشكلات بشكل سريع وفعال ..
كثيرا ما ارتكبنا حماقات أو قرارات خاطئة كان سببها سوء في التفكير السليم ..وغير ذلك الكثير الكثير من المواقف والمهام التي احتجنا فيها للتفكير السريع والقوي ولكننا لم نجده..
ألا يحق لنا إن وجدنا طريقة تساعدنا حقا للتعامل مع كل هذه المواقف بشكل سريع وصحيح أن نقول أننا ((اكتشفنا اكتشاف))؟؟
كتبه / علاء ذيب – عام 2011
بغض النظر عن عظمة وأهمية الأسئلة في الوصول لأهم الأفكار .. وبغض النظر عن أهمية صياغة الأسئلة وطرحها بشكل مناسب وفعال .. إلا أنني هنا لست بصدد الحديث عن ذلك فقد تصدى له علماء ومفكرون جهابذة وبينوه غاية البيان .. أنا هنا للكشف عن الأسئلة باعتبارها أسرع طريقة للتفكير .. وبالتالي عندما لا يكون لديك الكثير من الوقت للتفكير والبحث .. ما عليك إلا أن تسأل .. كمثال توضيحي أرى فيه أنه قريب مما نتحدث عنه ، لو سألتكم عن كيفية استخدامكم لمحرك بحث كـ Google ، ما هو جوابكم ؟
غالبا ما سيكون باتباع الخطوات التالية:
- تشغيل الجهاز وفتح صفحة Google على الإنترنت.
- كتابة ما تبحث عنه
- الضغط على زر البحث
- الوصول إلى أهم النتائج في أجزاء من الثانية
في الحقيقة هذا ما تفعله الأسئلة في عقولنا !!
تخيل معي أن عقلك وما يحتويه هو Google )مع أن عقلك أعظم وأكفأ بكثير) وتريد أن تبحث عن أفكار بداخله ، هل يمكن ل Google إظهار أي نتيجة بمجرد الضغط على أيقونة البحث دون كتابة محتوى ما في شريط البحث ؟ بالطبع لا ،إذن لابد من أن نكتب شيئا ليتم البحث عنه . سؤال آخر ، لو وضعنا محتوى معين بداخل شريط البحث ولكننا لم نضغط على زر البحث هل سيعطينا نتائج ؟ بالطبع لا ،لابد من الضغط على أيقونة البحث . نعم وهكذا العقل عندما تضع له علامة استفهام (الأيقونة) مجردة من المعاني لن يصل إلى شيء ذي قيمة،
وكذا لو أعطيته بنود وكلمات مجردة فإنه سيتيه كثيرا وسيستغرق الكثير من الوقت في معالجته ، بلا شك أن عقلك في كلا الحالتين سيعطيك نتائج لأنه أعظم من Google بكثير ، كيف لا وعقل الإنسان هو الذي صنعه فسبحان من خلق الإنسان !!
ما أود الوصول إليه أن الكلمات المجردة من أداة السؤال وصيغته تأخذ الكثير من الوقت والجهد حتى يصل العقل للنتائج المطلوبة من خلالها بخلاف السؤال.
*ما علاقة علامة الاستفهام بالعقل والتفكير؟
في إحدى التمارين الرياضية العقلية التي أقوم بها باستمرار تساءلت مرة عن هذا الأمر ، لم أخذت علامة الاستفهام هذا الشكل؟ هل هناك سبب ما وراء ذلك ، قمت بالبحث عن ذلك فلم أجد كلاما علميا موثقا حول ذلك ، فعدت إلى عقلي وحاولت أن أصل إلى بعض الأسباب الممكنة لذلك فسألته مجموعة من الأسئلة حتى أعطاني بغيتي ، (لا طريق للوصول إلى كل ما في الدماغ دون السؤال ) عاودت سؤال عقلي ، كيف ذلك ؟
جميل هناك شبه ولكن هناك نقطة اختلاف واضحة جدا ؟! ما هي؟
نلاحظ في علامة الاستفهام نقطة زائدة في الأسفل ، ماذا تكون يا ترى؟
هناك عدة احتمالات متقاربة ..وهذه بعضها:
•أن تعني أن الطريقة الوحيدة للوصول إلى معلومة ما أن تجول دماغك بأكمله للوصول إليها وذلك لن يتم إلا بالاستفهام (السؤال).
•أن تعني أن ولادة الأفكار لا يتم إلا بالسؤال (النقطة عبارة عن مولود جديد)
•أن تعني أننا لن نصل للنتيجة النهائية إلا بالاستفهام.
شيء ممتع أن نقوم بالسؤال عما حولنا .. سنعثر على الكثير من المعاني والأفكار الرائعة.
أوردت تلك الأفكار للاستئناس بها فقط ، وأؤكد أن كل ذلك لا يستند إلى أي دليل علمي تاريخي ، مجرد أفكار.
كما أني لم أورد ذلك (كما قد يتوهم البعض) كدليل على إثبات ما أقول حول أسرع طريقة للتفكير البشري الموجه فما معي من إثباتات وما ليس معي مما هو في بطون الأزمان السابقة واللاحقة أرقى بكثير من هذا المستوى الرمزي في الإثبات.
*ما الذي استوقفني ليجعلني أقول ما أقول؟
لتعرفوا ذلك سأسألكم مجموعة من الأسئلة لتصلوا إلى ما أريد بسرعة !!
*الوقفة الأولى:
بما أننا مسلمون فلا بد أن يكون للإسلام تأثير حقيقي على كل شيء في حياتنا .. لو تساءلنا ، ما هي أكثر وأبرز طريقة اعتمد عليها القرآن في المناظرات الفكرية وفي توضيح البراهين العقلية ؟ نعم إنه السؤال ، إنها أسرع طريقة لإيصال الأفكار ، إنها أسرع طريقة للتخلص من كل عقبات التفكير التي قد تحول بيننا وبين الوصول إلى الأفكار السليمة المناسبة ، وهنا أود أن أثبت أمرا هاما ألا وهو أن السؤال قد لا يبدي أي نفع إن سمعناه فقط ، إن السؤال الذي نتحدث هنا عن سرعة مفعوله ما هو إلا ذاك السؤال الذي تسأله أنت لنفسك.
سواء كان من تلقاء نفسك أو أن أحدا سألك إياه ثم سألته لنفسك ، فبعض الأسئلة بل كثير منها نتعامل معها على أنها تهديد أو استفزاز ...إلى غير ذلك من المعاني التي تبعد كثيرا عن معنى ومغزى عملية الاستفهام.
المقصود أن القرآن الكريم وهو أرقى كتاب فكري وأعظم غذاء للعقل في هذا الكون .. اعتمد في الكثير من المواضع الفكرية الهامة على الاستفهام وشجع على السؤال كما لم يهمل التنبيه على أدب السؤال والتحذير من مزالقه.. فالسؤال (كأي شيء في الوجود) سلاح ذو حدين.
ولن أحصي هنا الأدلة والمواضع القرآنية التي تظهر ما للسؤال أثر كبير في سرعة إيصال الحجج والبراهين إلى من ينكرها فهي كثيرة جدًا جدًا، ولكني سأذكر بعض الأمثلة لذلك من (الزهراوين) سورة البقرة وآل عمران .
*الوقفة الثانية:
لو طلب أحدهم منك التحدث حول نفسك ، كيف ستجاوب ؟ هل سيكون من السهل عليك أن تبدأ مباشرة بالحديث ؟ ما هو شعورك ، هل عقلك مشتت أم لا ؟ كم هي مقدار حالة التردد الذي ستكون فيها أثناء كلامك؟ بغض النظر عن جودة ودقة ما ستقول .تخيل معي لو أعدت طلبي فجعلته على شكل مجموعة من الأسئلة مثل :
• ما هو اسمك الرباعي؟
• ما هي هواياتك؟
• ما هي نقاط قوتك؟
• ما الأشياء التي تحبها؟
• ما هو عملك ؟
يا ترى كم ستحتاج لبدء التحدث قد لا تحتاج لأي وقت !! هل ستعاني من التردد في كل حديثك؟ هل أنت مشتت؟! بالطبع لا لأنك تعاملت مع عقلك بسرعة عندما سألت.
*الوقفة الثالثة:
عندما وصل الكثير من المفكرين والعلماء إلى اكتشافات عظيمة وصلوا إليها من خلال أسئلة لم تستغرق إلا القليل من الوقت لطرحها والتفكير فيها .
كيف تم اكتشاف الجاذبية الأرضية؟ بسؤال صغير وصلنا إلى اكتشاف ثوري وفكرة أصيلة أثرت على جوانب كثير في تقدم الحضارة الإنسانية.
ينقل د.أحمد زويل عن ريتشارد فينمان صاحب إحدى أهم النظريات في بصريات الكم والتي فتحت المجال لتجارب، نشرها منذ 20 عاماً تقدم طريقة لتصور التفاعل بين ضوء الليزر والمادة. كل ما أراده في ذلك الوقت كان أن يجيب على سؤال أساسي: لو كانت لحظة الدوران تغير اتجاها في المجال المغناطيسي، فهل لحظة الإنتقال البصرية ستفعل مثلها؟
ربما مثل أكثر عامية لذلك هو تطور ضوء الليزر بواسطة تشارلي تاونز. في الاحتفالية بالعيد الخمسين لاختراعه بباريس هذا العام، أكد تاونز أن الذي دفعه منذ البداية أسئلة أساسية عن الموجات الصغرى (الميكروويف) الطيفي وكيفية تضخيم الضوء.* (*د.أحمد زويل كتبها في مجلة ناتشر، انظر: https://www.natureasia.com/en/nmiddleeast/article/10.1038/nmiddleeast.2011.44 )
عندما فكرت في الأسئلة على أنها أسرع طريقة للتفكير الموجه ، كان ذلك بعد سؤال ساخر كما ذكرت ذلك سابقا. العلم مليء بالأسئلة .. ابحثوا عن أصول الاختراعات والاكتشافات ستجدون بلا شك أن الغالبية العظمى منها كانت بدايتها سؤال .الفكرة الأصيلة غالبا لا تأتي إلا من سؤال أصيل ..
*الوقفة الرابعة:
في برنامج تلفزيوني باسم (جيم سؤال) تقوم فكرة هذا البرنامج ببساطة على استضافة بعض المشاهير وإجراء حوار معهم مع اتباع عكس الطريقة المعتادة في البرامج الحوارية والتي هي أن يسأل المذيع ويجيب الضيف إلا أن طريقة هذا البرنامج كانت عكس ذلك فالمذيع يقوم بطرح الجواب أولا وعلى الضيف أن يقوم بطرح السؤال المناسب لهذه الإجابة ، بغض النظر عن رأيي في هذا البرنامج وبغض النظر عما يحتويه وبغض النظر أيضا عن فكرته الإبداعية ،
إلا أنه ومن مشاهدتي للقطات عابرة وجدت كما هائلا من عدم الوضوح الذي عانى منه الضيوف وكما هائلا من الأسئلة الخاطئة التي طرحها الضيوف وكما هائلا من البطء في إيجاد الأسئلة على خلاف لقاءاتهم الاعتيادية التي يبهرون الحضور فيها بسرعة بديهتهم وإجاباتهم على الأسئلة الموجهة لهم.
في الحقيقة لم تكن الطريقة صعبة .. ولكن عقولنا فطريا تعمل بسرعة عندما يوجه لها سؤالا فكل الطاقات الذهنية تعرف إلى أين هي متجهة وما الذي تبحث عنه.
قد يكون ما حصل بسبب عدم التعود ، إلا أنني واثق أن الأفكار التي بداخلنا لا تجليها الكلمات والمعلومات المجردة بقدر وسرعة ما تجليها الأسئلة التي تثار بطريقة وصياغة استفهامية جيدة حول تلك الكلمات والمعلومات.
*الوقفة الخامسة:
كثيرا ما أقول أن بعض التصرفات اللاإرادية والفطرية التي نقوم بها غالبا ما تحوي أسرار وقوانين إنسانية تساعدنا على العيش بشكل أفضل وذلك لأننا نخلق وقد تم تزويدنا بالكثير من مهارات العيش الاحترافية والتي لا تحتاج منا إلا أن نبدأ في ممارستها .. سؤال بسيط ، هل تذكر في المرات العديدة التي كنت تبحث فيها عن شيء قد أضعته أو معلومة نسيتها ، هل تذكر ما الذي كان لسانك يقوم به حينها ؟ فكر هل كان يقول شيئا ؟ هل كنت تحدث نفسك بشيء ما ؟ بالضبط هذا ما أريده لقد كنت تردد دون وعي ( أين وضعته ؟ أين؟ أين؟ أين كنت آخر مرة؟ ) إنك تبحث عن الأفكار المطلوبة بأسرع طريقة تعرفها فطرتك.. بالأسئلة.
ولكن السؤال المهم هنا .. هل دائما ما نستخدم الأسئلة في تفكيرنا ؟ للأسف أننا كثيرا ما نحاول أن نعقد عملية التفكير ظنا منا أن ذلك هو الطريق الوحيد الذي سيوصلنا إلى الأفكار ، ولذا فإنني أؤكد على أن أحد أهم أهدافي التي أسعى إليها من هذا الطرح أن نبدأ في التعامل مع الأسئلة بشكل أكثر جدية أن نجعلها أول خيارات البحث عن الأفكار .. أن نخرجها من مجرد نزعات فطرية تظهر في أوقات عشوائية بشكل لا إرادي قد نجني ثمارها وقد لا نجنيها إلى طريقة نمارسها باستمرار لنجني دوما ثمار بعض ما نملكه من قدرات عقلية هائلة تحقق لنا غاياتنا وتساعدنا على التفكير السريع والسليم الذي هو أساس كل شيء.
قانون الأسئلة الكثيرة:
كلما سألت أكثر ، ستحصل على الأفكار أسرع
قانون الأسئلة الصحيحة والدقيقة:
كلما كانت أسئلتك صحيحة ودقيقة ، ستصل إلى النتيجة المطلوبة أسرع
قانون الأسئلة المبكرة:
كلما بدأت بالسؤال مبكرا ، ستنشط عمليات التفكير في الدماغ أسرع
قانون الأسئلة المثيرة:
كلما كانت أسئلتك مثيرة ، ستحفز الطاقة العقلية أسرع
قانون الأسئلة الواعية:
كلما واصلت طرح الأسئلة بوعي ، ستحافظ على سرعة تفكيرك
1. لماذا نفكر؟
2. ما هي الأفكار؟
3. أي الأفكار سنختار؟
4. ألا نستطيع تطوير الفكرة أكثر؟
5. مم تتكون أجزاء الفكرة ؟
6. من سيقوم بأجزائها ومن هم الأعرف بها ؟
7. كم سنحتاج من الوقت أو التكاليف أو غيرها؟
8. كيف سنقوم بالفكرة؟
9. متى سنبدأ ومتى سننتهي ومتى سنقوم بكل إجراء؟
10. أين سنقوم بالفكرة؟
11. ما هي المدة ، الأموال ، الأشخاص ، الجهات ، الأشياء التي نحتاجها؟
12. هل تسير الأمور بشكل صحيح، ما الأخطاء التي يجب تصحيحها ؟
(إذا كان هناك أخطاء نبدأ بمعالجة الأخطاء بالبدء بقائمة الأسئلة الأساسية من جديد لتناول الأفكار المتعلقة بالأخطاء على بشكل مستقل)