الكثير من الشركاء والرعاة جاؤوا فقط لأنهم يحبونكم..
--------------------------------------------------
الإهداء
أهدي هذا الكتاب لأمي الغالية
"اعتدال بنت عبد الحميد"
رحمها الله..
التي ألهمتني كثيرا لأكون سعيدا
1-هل لي الحق في توجيه النصائح لك؟
أعلم أنه ليس من حق أحد لم يخض تجربة مرض السرطان أن يوجه النصائح لمريض السرطان، أنا آسف وأعتذر لذلك، أرجو ألا تعتبر كلماتي لك نصائح، وأرجو أن تشفع لي تجربتي مع أمي (باعتبارها أصيبت بالسرطان مرتين)، أن أشاركك خواطري وأفكاري حول الاحتفاظ بشعور السعادة الحقيقية رغم إصابتك بهذا المرض الصعب، بعيدا عن الكلام المسكّن مؤقتا والمواساة التقليدية التي قد لا تستوعبها عقولنا بشكل حقيقي وكافي.
أنا لم أصب بمرض السرطان ولا أستبعد أبدا أن أصب به خلال عمري فأنا إنسان ومعرض لكل تلك الأمراض كغيري من البشر، وسأكون مستعدا تماما حين أصب به بإذن الله، ليس لأني خارق القوة أو أحاول أن أتحدى المرض لمجرد التحدي، لا، بل لأني بنيت على مدار سنين -ولا زلت أبني- العقليات الصحيحة للتعامل مع مختلف مواقف الحياة وعيش السعادة فيها، وأتفهم وأستوعب وأتقبل طبيعة الحياة، وسنتكلم بالتفصيل عن ذلك لاحقا، عموما لا يشغلني أبدا هل سأصب به أم لا، فأنا أمارس عقليات السعادة التي تجعلني أقدر قيمة اليوم واللحظة وأركز على ما لدي وأمارس عقلية الوعي التام وغيرها من عقليات السعادة.
صحيح أني لم أصب بمرض السرطان، لكني أصبت بأمراض مؤذية ومزعجة وغريبة منذ صغري، ورغم كل ظروفي الجيدة التي يعتبرها الناس أنها معايير كافية لتقييم السعادة وصل بي الحال أن فكرت يوما ما بأن أغادر الحياة بإرادتي رغم التزامي الديني الشديد حينها، لك عزيزي مريض السرطان أن تتخيل حجم الألم الذي كنت أشعر به حينها (لتفاصيل أكثر راجع الكتاب الأساسي لبرنامج اللياقة العقلية للسعادة)، هذا الحال دفعني لاستخدام قدراتي ومواردي في إعادة التفكير في الحياة كلها، مشيت وتوقفت، ركضت وسقطت، طرت وحلقت، تهت وضعت، لكني في النهاية تمكنت من اكتشاف معاني وأفكار جوهرية تتحكم في حياتنا ووضعت نظريتي "نظرية العقليات واللياقات العقلية" ثم ابتكرت بناء عليها مجموعة من برامج اللياقة العقلية، أهمها برنامج اللياقة العقلية للسعادة وبرنامج اللياقة العقلية للنجاح وبرنامج اللياقة العقلية للإبداع.
2-هل أحاول أن أسخف من هذا المرض؟
يا للأسف فالبعض يحاول التخفيف على مرضى السرطان بتبسيط ما يمرون به لدرجة التسخيف وحتما هذا يؤدي إلى نتائج سلبية دوما مهما شعرنا بارتياح محدود ومؤقت عند سماعه أول مرة، أنا لا أحاول القيام بذلك أبدا، سأحاول في كل طرحي أن أكون واقعيا مقدرا ومتفهما حجم صعوبة التجربة التي قد تكون مررت بها أو تمر بها الآن أو ستمر بها لاحقا.
3-لمن هذه الخواطر والأفكار والكلمات؟
في المقام الأول لمريض السرطان أو لأي مريض أصيب بمرض مزمن أو مرض عضال يصاحبه قدر كبير من الألم والمعاناة أحيانا، وقد يستمر لمدة طويلة.
ثم بعد ذلك يهمني أن تصل تلك الأفكار والخواطر والكلمات لأهل وأحباب عزيزي المريض، لمساعدته على بناء تلك العقليات وتقويتها ورفع لياقتها وتذكيره بها عندما يحتاج لمن يذكره بها، بالإضافة إلى حاجة أهل المرضى أنفسهم لممارسة تلك العقليات خاصة عندما تربطهم علاقة عاطفية وثيقة مع مرضاهم، فحينها تكون الصعوبة مضاعفة.
4-لماذا قررت كتابة كتاب خاص لأعزائي مرضى السرطان؟
التجربة التي مررت بها مع أمي لم تكن سهلة أبدا، ومرت علي لحظات كنت عاجزا عن مساعدتها، بل كنت عاجزا عن مساعدة نفسي!! كنت تائها وضائعا، مع أني تمكنت من مساعدتها ومساعدة نفسي في آخر أيامها وأنا في غاية الامتنان لذلك، وأشكر الله كل يوم على ذلك.
بعد وفاتها تمكنت من إنهاء برنامج اللياقة العقلية للسعادة والذي نفع الله بأفكاره الكثير من الناس، وشعرت أنه لا يزال علي واجب تجاه مرضى السرطان وأهاليهم ومن هم في حالتهم، خاصة أن رسالتي في الحياة هي أن أساهم في تحسين عقليتي وعقليات الآخرين لنعيش أسعد وأنجح وأبدع حياة ممكنة، فهذا العمل هو أيضا تجسيد مباشر لرسالتي في الحياة التي هي الغاية الفريدة لوجودي فيها والتي ميزني الله بها.
5-ما هي النتائج المتوقعة من هذا الكتاب؟
يهمني أن تكون مدركا للفوائد والنتائج التي ستعود عليك من استثمارك لوقتك وطاقتك في قراءة الكتاب أو الاستماع له أو القيام بالتمارين الموجودة فيه، أنا لا أعدك بأي شيء؟! لا أعدك بالاستفادة ولا بتحسين شعورك بالسعادة ولا بأي تغيير للأفضل؟! أنا لا أستطيع أن أغيرك ولا يستطيع أي إنسان أن يغيرك، أنت فقط من يملك ذلك، يجب أن يكون التغيير اختيارك أنت، يجب أن يكون القرار قرارك، فعقلك لن يستجيب لك حقا إلا إذا كانت الرغبة في الشعور بالسعادة الحقيقية رغبة خالصة منك، كل ما يمكنني تقديمه هو مساعدتك في هذا التغيير والتحسين.
إذا قررت حقا أن تحاول عيش حياتك سعيدا بأكبر قدر ممكن من السعادة رغم مرضك وأن تعمل جاهدا على بناء العقليات الصحيحة التي ستساعدك في ذلك وتمرينها ورفع لياقتها، حينها فقط سأعدك بتحسن هائل في شعورك بالسعادة وقدرة أكبر على التعايش مع المرض، حتى لو زادت حدة أعراضه عليك، ويمكنك دوما أن تعيد قراءة هذا الكتاب والاستماع له عدد غير محدود من المرات، فحتى نبني العقلية نحتاج لنعيد إدراكها وتذكرها مرات عديدة.
6-لماذا أسميت الكتاب بهذا الاسم؟
"عزيزي السرطان.. أنا سعيد" هو اسم يعبر عن جوهر هذا الكتاب والطريقة التي أقترحها للتعامل مع المرض، مرض السرطان ليس عدو شرير، مرض السرطان هو مرض كغيره من الأمراض الطبيعية التي تفرضها طبيعة النمو البشري التي خلقها الله سبحانه وتعالى، أفضل ما يمكننا فعله مع مرض السرطان وغيره من الأمراض، أن نتقبله ونتفهم طبيعته ثم نعمل كل ما يمكننا عمله لعلاج هذا المرض بهدوء ووعي دون أن يسرق حياتنا وسعادتنا كاملة، لا أظن أن أفضل طريقة لقضاء رحلتنا مع المرض أن تكون على شكل معركة وتحدي وقتال، فالسعادة الذاتية لا تتحقق بهذه الطريقة، وسترى الطريقة الأفضل للتعامل مع المرض من خلال العقليات التي سنناقشها لاحقا، والتي من أجلها كتبت هذا الكتاب.
ستلاحظ عزيزي مريض السرطان تكراري لمناداتك بهذه الصيغة وذلك لنؤكد على أن صفة الإصابة بمرض السرطان ليست شيئا يدعو للحزن علينا أن نخفيه أو نتجنب ذكره، بل هي صفة طبيعية لمرض طبيعي قد يصاب به كل إنسان، عندما تضايقك تلك الصيغة فاعلم أنك لازلت لم تبن بعد عقليات السعادة بما يكفي وتحتاج لإعادة إدراك وفهم وبناء تلك العقليات حتى تتقبل مرضك وتتصالح معه تماما.
7-ما هي علاقة سعادتنا بالعقليات؟
في الحقيقة كل شيء في حياتنا مرتبط بالعقليات التي نمارسها في المواقف المتنوعة التي تمر بنا خلال حياتنا، وهذا ما تفترضه نظرية العقليات واللياقات العقلية، ولدينا القدرة على التحكم في قدر كبير من تلك العقليات متى ما أردنا ذلك حقا واتبعنا الأساليب والطرق المناسبة، وسعادة الإنسان هي أمر أساسي من الأمور التي يمكن للعقليات التأثير فيها بشكل كبير سواء سلبيا أو إيجابيا، بحسب إذا كنا نمارس في الموقف الذي نمر به عقليات صحيحة ومناسبة ومفيدة أم عقليات خاطئة وغير مناسبة ومضرة، وكل ما أحاول القيام به في هذا الكتاب هو إعادة تطبيق أهم عقليات السعادة المذكورة في برنامج اللياقة العقلية للسعادة لتراعي أكثر خصوصية أعزائي مرضى السرطان ومن هم في حالتهم، وتسهل عليهم استيعاب تلك العقليات وتكون أكثر قربا منهم ومن التجربة التي يمرون فيها.
8-هل يغني هذا الكتاب تماما عن برنامج اللياقة العقلية للسعادة؟
إذا كنت تطمح لبلوغ أعلى مراتب السعادة والتعرف على كل عقليات السعادة والتدرب عليها فبالتأكيد لن يغني، برنامج اللياقة العقلية للسعادة يتكون من 85 عقلية رئيسية وهناك عقليات فرعية تتبع بعض تلك العقليات، أما هنا فلم أتطرق فعليا سوى لـ 25عقلية.
هناك الكثير من التفاصيل والتدريبات والمعلومات والأفكار التي لم أطرحها هنا نظرا لرغبتي في إيصال رسالة سريعة وهامة وضرورية خاصة بمريض السرطان وأهله أو أي مريض يعاني في مرضه ويجب أن تكون تلك الرسالة مختصرة وواضحة قدر المستطاع، وعموما إذا كنت مريض سرطان فيمكنك تسجيل بياناتك عبر الرابط المخصص لتسجيل المهتمين في برنامج اللياقة العقلية للسعادة (هنا)، وهناك عدد من المقاعد المجانية بالكامل لمرضى السرطان في كل مرة يقام فيها هذا البرنامج.
علاء ذيب – 21/6/2024
--------------------------------------------------
أهم عقليات السعادة
لمريض السرطان
--------------------------------------------------
العقلية الأولى
عقلية "المنظور الصحيح"
شعار العقلية:
"أقوم وبشكل مستمر بتصحيح منظوري ومراجعته تجاه الحياة والسعادة والموت ومرض السرطان، وعند التعامل مع المواقف المختلفة"
عزيزي مريض السرطان، كلنا عندما ندرك أمرا ما أو نفكر فيه أو نتصرف في موقف ما، نتناول الأمور من منظور معين، وهذا المنظور يتحكم كثيرا فيما نفكر فيه أو نشعر به أو نفعله، ولذا عليك دائما مراجعة منظورك للأمور عندما تشعر بحالة الضيق والحزن والمعاناة، وأهم ما يجب أن تراجع منظورك له أربعة أمور:
أولا: الحياة
فالحياة جميلة ورائعة وبالرغم من جمالها إلا أن طبيعتها متناقضة فهي كما تحوي المتعة والفرح والمباهج تحوي أيضا الألم والحزن والكوارث، يجب أن تنظر للألم والحزن الذين تمر بهما على أنهما طبيعيان جدا وهما جزء من طبيعة الحياة التي يعيشها البشر بكل أعراقهم وأشكالهم وثقافاتهم، طبيعة الحياة يجب أن نفهمها ونتقبلها دون أن نحكم عليها أو أن نحاول تبريرها، إنها هكذا، خلقها الله هكذا، والسعيد من يتعامل معها على هذا الأساس.
ثانيا: السعادة
السعادة لا تعني أن تكون مبتهجا طوال الوقت، ولا تعني أن تحصل على كل ما تريده في الحياة، وهي أيضا لا تعني أن تكون بليدا لا تشعر بشيء.
السعادة هي حالة الطمأنينة والتقبل والرضا وراحة البال وحب الحياة بكل ما فيها، هذه الحالة التي تسكن أعماق قلبك وتعينك على عيش لحظاتك الصعبة بأكبر قدر من التقبل والتحمل والأمل، السعادة رحلة وهي تتعلق بذاتك وروحك فقط وتتحكم بها عقلياتك التي تحملها في عقلك، السعادة إيمان واعتقاد، قرار واختيار.
ثالثا: الموت
لماذا نخاف من الموت؟ ببساطة لأننا نشأنا على الخوف منه، فكم هي عدد المرات التي تلقيت فيها التحذيرات التي تقول لك، لا تفعل كذا وإلا ستموت؟! وماذا يعني أن نموت؟، الموت هو الجزء المكمل للحياة، نحن أتينا بدون إرادتنا للحياة وسنرحل بدون إرادتنا ويجب أن نرحل كذلك، هذا قدرنا الجميل من رب جميل، وهذه هي طبيعة الحياة، السعداء ينظرون للموت على أنه الإطار الذي يبرز جمال لوحة حياتنا التي كنا نرسمها ونلونها ونزخرفها في كل ثانية منها، الموت هو الضامن الوحيد لتطور الحياة البشرية ونموها، الموت هو الدافع لنا لنكون سعداء أكثر في كل لحظة إضافية نعيشها، هو الدافع لنعمل أكثر ونقدر وقتنا وكل ما لدينا ، هو الدافع لنحب ونعطي ونسامح أكثر، بهذا المنظور سنكتسب عقلية "التصالح مع الموت" حينها يصبح الموت كالحياة، لماذا نفكر في الموت إذا كنا لا نزال أحياء، الموت حدث من الأحداث الكثيرة جدا التي تحدث لنا في الحياة ويكفينا منه أن نستلهم قيمة الحياة والسعادة والعطاء والعمل والحب والخير، ثم نوكل أمورنا كلها لأرحم الراحمين، الرحمن الرحيم.
التصالح مع الموت يعني أن نتذكر أن:
1. الموت كالحياة فهو المكمل لها وهو جزء طبيعي من عملية الوجود، الموت هو الإطار الذي يبرز جمال لوحة حياتك وحياة من نحبهم.
2. الموت لغز خفي فدعه وشأنه والتفكير فيه أو انتظاره أو الخوف منه نقصان في النضج.
3. كلنا سنموت بسبب أو خلل أو خطأ ما، ابذل كل ما بوسعك بصدق للحفاظ على حياتك، وحياة من تحب، لكن لا تبالغ أكثر من اللازم.
4. الشيء الوحيد المهم في الموت: أن تموت وأنت سعيد ومستمتع في حياتك بنزاهة، مؤديا رسالتك وأدوارك الجوهرية.
5. نحن كمؤمنين لدينا ميزة إضافية، فالموت بالنسبة لنا هو بداية لحياة أبدية في أرض السلام المطلق.
رابعا: مرض السرطان
مرض السرطان هو مرض كغيره من الأمراض التي اجتاحت حياة البشر منذ أن خلقهم الله فهي أيضا جزء طبيعي من حياتنا البشرية، هو مرض صعب ولكنه قابل للعلاج تماما، صحيح أنه يعرضنا للموت (يعرضنا له ليس أكثر)، ولكن هذا الشيء يجب أن لا يثير في نفسك الفزع، فهذا طبيعي وهو قد يكون واحد من أسباب الموت التي لا تعد ولا تحصى، فتعددت الأسباب والموت واحد، وإذا كنت صححت منظورك للموت فقد ترى الآن أن يوم موتك لا يقل جمالا عن يوم ميلادك (وتلك قناعتي الشخصية التي أعيش الحياة بها)، الموت في نظر السعداء هو النهاية السعيدة لقصة طويلة من السعادة والحب والإيجابية والقوة والعمل والاجتهاد والعطاء والخير، ينبغي أن يخيفك الموت فقط عندما لا تكون مرتاح الضمير تماما، عندما لا ترى من أعماقك أنك إنسان صالح في الحياة، وحينها أيضا سيكون الموت دافعا إيجابيا لتحسين روحك وقلبك وعقلك وتعاملاتك مع أمور الحياة المختلفة، ومع ذلك فيبقى السرطان مرض يمكن علاجه تماما ولا يزال البشر يتقدمون كل يوم أكثر في اكتشاف طرق وأساليب جديدة للتعامل معه وعلاجه.
(مساحة مخصصة لكتابة أفكارك وإجاباتك على تمارين المرحلة الأولى المذكورة في آخر الكتاب)
.....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
--------------------------------------------------
العقلية الثانية
عقلية "الرضا المطلق عن الله"
شعار العقلية:
" أؤمن بالله خالقي ورب العالمين، أحبه وأشعر بقربه، أوقن برحمته وحكمته وعدله وقضاءه، أشكره وأحمده، أرضى عنه مطلقا بكل ما أعطاني وبكل ما منعني، أقوم برسالتي في الحياة التي خلقني لأجلها"
عزيزي مريض السرطان، الله يحبك ويحبني ويحبنا جميعا، إيمانك بالله سيمنحك شعورا عميقا بالرضا والطمأنينة، خاصة عندما تتقبل برضا مطلق ما أصابك به من مرض دون محاولة تبرير ذلك، يكفي أن الله أراد ذلك، ليس بالضرورة لأنك إنسان جيد أو سيء، فالأمراض تصيب كل البشر بكل أشكالهم وأحوالهم هذا هو الواقع، من المهم أن نفهم أن الله أوجد في الحياة أسبابا ووضع في الأرض قوانين وأعطى البشر أدوات لاستكشاف كل تلك الأمور ومحاولة الاستفادة منها، وقدر أقدار الخلق، فمحاولات تغيير تلك الأقدار هي محاولات عابثة تهدر وقتك وطاقتك، وبدلا من ذلك يمكنك أن تدعو الله بأن يمنحك الإعانة والقوة والتيسير والتسهيل، ثم تركز أفكارك وجهودك على ما يمكنك القيام به فقط وهذه هي عقلية "السعي والتحرك" لا تفكر في النتائج، لا تفكر إذا كنت ستشفى أم لا، لا فائدة حقيقية من هذا، وليس هذا ما تحتاج التركيز عليه فهناك الكثير من الأمور الأهم، ولا زال هناك الكثير يمكنك عمله في حياتك السعيدة، ولا زال لديك دور ورسالة وغاية فريدة تخصك خلقك الله لأجلها، وهذا ما ستكشفه لنا عقليات السعادة الأخرى ، نحن بحاجة حقيقية لإعادة تصحيح مفهوم الدعاء والتعامل معه كعبادة وكموجه لنا للقيام بالأمور الصحيحة والعمل وبذل الأسباب.
قد تكون تجربتك مع السرطان فرصة هائلة ورائعة جدا للاقتراب من الله أكثر، والإكثار من كل الأعمال الصالحة، وأعمال الخير والعطاء، هذه الفرصة لا تكون متاحة لكل أحد.
(مساحة مخصصة لكتابة أفكارك وإجاباتك على تمارين المرحلة الأولى المذكورة في آخر الكتاب)
.....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
--------------------------------------------------
العقلية الثالثة
عقلية "استحقاق السعادة "
شعار العقلية:
"أنا أستحق السعادة بالرغم من إصابتي بمرض السرطان، وأنا سعيد بلا سبب مطلقا، ولن أعلق سعادتي بشيء أو حالة معينة"
عزيزي مريض السرطان، عقلية "استحقاق السعادة " تعني أن تؤمن من أعماقك بأن الله جعل السعادة حقا مجردا لكل إنسان، والإنسان هو من يختار الاستفادة من هذا الحق في حياته أم لا، السعادة من حقك مهما كانت ظروفك، لا تتنازل عن هذا الحق، استفد منه واستخدمه، ولا تسمح لشيء أن ينتزع منك هذا الحق، كرر هذه الفكرة حتى تصبح عقلية من عقلياتك.
(مساحة مخصصة لكتابة أفكارك وإجاباتك على تمارين المرحلة الأولى المذكورة في آخر الكتاب)
.....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
--------------------------------------------------
العقلية الرابعة
عقلية "مواجهة الخوف "
شعار العقلية:
" أحافظ على سعادتي وأعرف مخاوفي جيدا حول مرض السرطان، وأتقبلها، وأواجهها بالتعامل معها بشجاعة وتقبل وانفتاح"
عزيزي مريض السرطان، الخوف هو أحد أكبر لصوص السعادة، من الطبيعي أن تشعر بالخوف من مرض السرطان وما قد يفعله أو يترتب عليه، من الطبيعي أن تشعر بالخوف من إجراءات العلاج أو ما شابهها، لكن تذكر أن الخوف هو مجرد شعور، وأنت من يحوله إلى اعتقاد وقناعة أو تجعله شعورا عابرا كغيره من مئات المشاعر التي نشعر بها يوميا، كيف إذن نتعامل مع شعور الخوف؟
أولا: توقف أغمض عينيك وخذ نفس من أنفك لمدة 7 ثوان ثم أخرجه من فمك لمدة 11 ثانية.
ثانيا: تقبل شعورك بالخوف وقل لنفسك من الطبيعي أن أشعر بالخوف، لا تقاومه أو تلوم نفسك عليه.
ثالثا: تذكر أن الطريقة الوحيدة الفعالة للتعامل مع الخوف بعد تقبله هي مواجهة هذا الخوف والإقدام على ما تخاف منه والتعامل معه بشجاعة وتقبل وانفتاح واستكشاف.
(مساحة مخصصة لكتابة أفكارك وإجاباتك على تمارين المرحلة الأولى المذكورة في آخر الكتاب)
.....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
--------------------------------------------------
العقلية الخامسة
عقلية "الصبر والتحمل"
شعار العقلية:
"عندما يأتيني مرض السرطان بعجائبه أتعالى عليه بالصبر وأتحمل الألم وأنظر له من الأعلى عن بعد وأسمح للأمور أن تسير كما هي وأسير مع التيار"
عزيزي مريض السرطان، لا فائدة من مقاومة الألم أو الخوف منه، هذا لن يحميك منه أبدا، بل الأكيد أنه سيزيد من شعورك بالألم، كن ذكيا وقويا وشجاعا، الصابر الذكي هو ذاك الذي يسمح للأمور الصعبة أن تحدث ويسايرها حتى تمر عنه، وينفصل عنها بمراقبتها عن بعد، عندما تصاب بألم مهما بلغ سواء بسبب المرض نفسه أو بسبب علاجه، جرب (بعد أخذ المسكنات الموصوفة لك) أن تفكر بهذه العقلية ثم تخيل أنك فوق هذا الألم وتخيل أنك تجري محادثة معه، واسأله: هل انتهيت؟ هل هناك المزيد من الألم؟ وعندما يزيد ألمك قل له هيا هات ما عندك، أريد ألما أكثر!! حاول أن تكون هادئا من داخلك، وعندما يزيد الألم أكثر انظر للألم بدهشة وكأنك في رحلة لاستكشاف شيء جديد وكلما زاد الألم اسأل أسئلة تعجب مثل: هل هذا حقيقي؟ هل هناك فعلا ألم لهذا الحد؟ ركز على فكرة أن هذا الألم مهما بلغ سوف يمر، وعندما يصل للدرجة التي لا يمكن احتماله فعقلك مزود بآلية فطرية من الله تجعله يغيبك عن الوعي حتى لا تشعر به، ستلاحظ أن الألم يخف تدريجيا كلما تدربت على تقبل الألم والتعامل معه بهذه الطريقة.
هل جربت أن تضحك بدلا من أن تبكي من الألم؟ هل جربت أن ترقص بدلا من أن تشد شعرك أو تصارع الأشياء التي حولك وتضربها وترميها هنا وهناك؟ بمجرد أن تتفهم طبيعة الألم وتتقبله وترحب به وتنظر إليه من الأعلى عن بعد، ستجد ألف طريقة لتجازوه بأقل قدر من المعاناة، هناك فرق كبير بين الألم والمعاناة، الألم طبيعي أما المعاناة فنحن من يخلقها.
(مساحة مخصصة لكتابة أفكارك وإجاباتك على تمارين المرحلة الأولى المذكورة في آخر الكتاب)
.....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
--------------------------------------------------
العقلية السادسة
عقلية "السيطرة الفعالة"
شعار العقلية:
"أدرك أنه لا يمكنني أن أسيطر على أغلب الأمور في مرضي وأركز على ما يمكنني التحكم فيه فقط وهو نفسي وأفكاري"
عزيزي مريض السرطان، مما يزيد من صعوبة تجربتك أن تحاول السيطرة على كل صغيرة وكبيرة فيما يتعلق بمرضك أو إجراءاته العلاجية، لا يمكنك السيطرة إلا على أشياء معينة أهمها نفسك وعقلياتك، الإنسان السعيد لا يحاول السيطرة على كل شيء فهو يدرك ويعلم جيدا أن هذا غير ممكن، في كل مرة تشعر بأنك متضايق لأنك لا تسيطر على مرضك أو شيء مما يتعلق به، تذكر أنك لا يمكن أن تسيطر على كل شيء وأن السيطرة الفعالة هي السيطرة على ما يمكنك فعلا التحكم فيه وأول وأهم وأكبر شيء هو عقلك وأفكارك وتصرفاتك.
(مساحة مخصصة لكتابة أفكارك وإجاباتك على تمارين المرحلة الأولى المذكورة في آخر الكتاب)
.....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
--------------------------------------------------
العقلية السابعة
عقلية "الامتنان المطلق"
شعار العقلية:
" أنا ممتن لمرض السرطان، ممتن لكل شيء فيه ولكل الحكم والنعم التي حدثت وتحدث وستحدث لي بسببه، وفي كل موقف خلال مرضي سأجد ما أمتن له"
عزيزي مريض السرطان، الامتنان هو أحد أدويتك الأساسية الحقيقية التي يجب أن تواظب عليها، مهمتك الأساسية هي استكشاف النعم والدروس والحكم التي ستحدث لك خلال رحلتك مع السرطان، اكتبها وتذكرها وتحدث بها وراجعها وامتن لها كل يوم، الأشياء التي يمكنك الامتنان لها كثيرة جدا وهي تختلف من شخص لآخر، فكر في كل شيء، كل شيء، فكر في الأشياء الموجودة لديك وسهلت عليك تجربتك مع السرطان، فكر في حالك لو لم تكن تلك الأشياء موجودة، فكر في الأحداث والمواقف التي علمتك وتعلمك أشياء جديدة وتجعلك تنضج وتنمو وتصبح أقوى، فكر في كل الأشياء البسيطة والصغيرة التي حدثت وتحدث لك في رحلتك مع المرض وجعلتك تبتسم أو تكون سببا في رسم الابتسامة على وجه شخص آخر، امتن لكل شيء جميل حدث لك في حياتك ولكل الأشياء الصعبة التي مرت بك وجعلتك أقوى وأحسن وعلمتك شيئا.
(مساحة مخصصة لكتابة أفكارك وإجاباتك على تمارين المرحلة الأولى المذكورة في آخر الكتاب)
.....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
--------------------------------------------------
العقلية الثامنة
عقلية "تركيز السعداء"
شعار العقلية:
"أركز على ما لدي من نقاط القوة رغم مرضي بالسرطان وأقدرها وأطمح للمزيد وأتخيله لكني لا أسمح له بأن يسلبني شيئا من سعادتي أو رضاي ولن أعيش في الأوهام"
عزيزي مريض السرطان، لا تسمح لمرض السرطان أن يسلبك كل شيء، الإنسان السعيد يركز على الأشياء الرائعة والجميلة في حياته، مارس عقلية تركيز السعداء كل يوم طوال الوقت، أعد استكشاف نقاط قوتك، مواهبك، علاقاتك، معرفتك، هواياتك، ركز على تلك الأشياء واجعلها أهم وأقيم ما في حياتك لأنها هي التي لديك الآن، استفد منها، وأعد التفكير في كيفية الاستفادة منها أكثر لتلائم وضعك الجديد، أعد تقديرها، امتن لها واستمتع بها، مهما كانت ظروفك فلا يزال لديك شيء وربما أشياء رائعة تستحق أن تصرف تركيزك عليها، لا يزال بإمكانك خوض تجارب جديدة حتى وإن كنت على فراشك لا تستطيع الحراك.
قد قمت مؤخرا بعملية تصحيح النظر وهي عملية بسيطة طبعا ولكني اضطررت في أول يومين عدم مغادرة الغرفة، لقد غصت في ظلام دامس، ولكني قررت مسبقا بأن أستكشف التجربة وأستفيد منها أيا كانت الظروف، ولقد قضيت يومين رائعين حقا لدرجة أني بعد أن استعدت وضعي الطبيعي اشتقت لتلك الأيام، ففيهما استمعت لكتابين من أجمل الكتب حيث أني من هواة القراءة وكان الاستماع للكتب بدلا من قراءتها هو البديل الأقرب، ومن هنا جاءتني فكرة أن أسجل كتاباتي بصوتي لأتمكن من الاستماع لها ومراجعة أفكارها وتحسينها وإلى يومنا هذا غالبا ما أنام على صوتي وهو يردد كلماتي التي كتبتها، لقد اكتسبت خبرة جديدة ومفيدة من تجربة تظهر وكأنها أليمة أو غير مريحة، أعلم وأقدر تماما أن ظروفك قد تكون أصعب من ذلك بكثير، ولكن بالتأكيد لو واصلت المحاولة فستجد الكثير من الأفكار التي يمكنك تجربتها خلال ظروفك الجديدة ووضعك الحالي المختلف.
أحكي هذه التجربة الشخصية كقصة رمزية فقط، الإنسان السعيد يقدر تجارب الآخرين مهما كانت تبدو صغيرة أو كبيرة ولا يقارنها بتجربته أو يقلل منها، لكل إنسان في هذه الحياة معركته الخاصة، وتركيز السعداء هو ما سيجعلك تتجاوز حقا لحظاتك الصعبة.
(مساحة مخصصة لكتابة أفكارك وإجاباتك على تمارين المرحلة الأولى المذكورة في آخر الكتاب)
.....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
--------------------------------------------------
العقلية التاسعة
عقلية "التسامح والصفح التحرري"
شعار العقلية:
" أسامح وأصفح تماما من كل قلبي عن كل شيء أو شخص أساء إليّ بشكل عام أو خلال رحلتي مع مرض السرطان، لأجلي ولأجل سعادتي"
عزيزي مريض السرطان، حرر نفسك من مشاعر اللوم والغضب والكره والاستياء، واجعل مرضك فرصة رائعة لتصفي قلبك وتهذب روحك، سامح واعف عن كل من أساء إليك في حياتك كلها، أو في خلال إصابتك بمرض السرطان، تجنب إلقاء اللوم، فاللوم هو جذر رئيسي من جذور المشاعر السلبية التي هي نقيضة للسعادة، اصفح عن كل أحد وعن كل شيء، سامح نفسك على كل شيء، ليس لأنك تقر بالضرورة أو توافق على ما حدث، بل بهدف تحرير نفسك من سجن التعاسة.
(مساحة مخصصة لكتابة أفكارك وإجاباتك على تمارين المرحلة الأولى المذكورة في آخر الكتاب)
.....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
--------------------------------------------------
العقلية العاشرة
عقلية "تقدير اليوم واللحظة"
*شعار العقلية:
"هذا اليوم لن يتكرر وسأعيشه كما لو كان آخر يوم في حياتي، سأعيش اللحظة ولن أعيش في زمان ومكان آخرين"
عزيزي مريض السرطان، الإنسان السعيد غير المصاب بأي مرض يقدر يومه ويتعامل على أن حياته الحقيقية هي في يومه الذي يعيشه الآن، ويتعامل معه وكأنه آخر أيام حياته، فهو لا يستغرق في الماضي ولا المستقبل، يستغرق فقط في يومه، يقدر يومه ويعيش لحظته بأفضل شكل ممكن، ويملأها بالعمل والإنجاز بالخطوات الصغيرة ولا يفكر لأبعد من ذلك إلا في حدود الحاجة والضرورة العملية، عش يومك، قدر كل لحظة راحة تمر بك، لا تضيعها بالتفكير في آلامك المستقبلية المحتملة أو ما يضايقك ويزعجك، لا أحد يضمن أن يعيش لحظة إضافية واحدة، كلنا سواسية، لا تنشغل إلا بما ينفعك ويعود عليك بالسعادة وراحة البال.
(مساحة مخصصة لكتابة أفكارك وإجاباتك على تمارين المرحلة الأولى المذكورة في آخر الكتاب)
.....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
--------------------------------------------------
العقلية الحادية عشر
عقلية "الحضور والوعي التام"
شعار العقلية:
"أمارس الوعي التام يوميا بقدر ما أستطيع من خلال تركيز كامل انتباهي لذهني وتنفسي وبيئتي لمدة معينة بدون أي موقف انتقادي"
عزيزي مريض السرطان، تمارين التأمل واليقظة الذهنية مهمة ومفيدة للغاية، عقلية الحضور والوعي التام هي عقلية مكملة لعقلية تقدير اليوم، كن حاضرا لا تشرد بذهنك، خاصة عندما تمر بك لحظات من السكينة والهدوء وغياب الألم، اسمح لحواسك أن تغوص في اللحظة، اسمح لها أن تمارس دورها الطبيعي في إدراك كل ما تستطيع إدراكه في هذه اللحظة لمدة ساعة مثلا دون أن تعمل عقلك فيها، ركز فقط على ما تدركه حواسك بدون تحليل أو تفسير أو حكم أو انتقاد أو أي عملية من عمليات التفكير، مارس تمارين التنفس والتركيز على التنفس، اذهب لأي مكان فيه أشياء أو مناظر طبيعية مهما كانت بسيطة، غير وضعية جسمك أو الأماكن التي تتواجد فيها، غير في الأشياء الموجودة حولك لتساعدك أكثر على تجديد تمارين التأمل والوعي التام.
وإليك هذه التمارين السريعة لفهم الوعي التام أكثر:
1. التأمل، التأمل يعتبر أحد تطبيقات الوعي التام وخطواته:
1-أرخ جسدك 2-نظم التنفس 3-ركز ذهنك على أنفاسك وعلى عملية التنفس ذاتها.
2. تمرين الفاكهة المفضلة: اختر فاكهتك المفضلة، ومارس عليها الوعي التام، تذوق كل لقمة وشمها وتحسسها وكأنك تأكلها لأول مرة، لا تقيمها، فقط اسمح لحواسك بالعمل بحرية تامة ووعي تام، أعد التمرين عدة مرات، وجرب التركيز على حاسة واحدة في كل مرة.
ملاحظة/ يمكن أيضا لتمارين أخرى للوعي التام أن تخفف آلامك من خلال تشتيت ذهنك عنها، حاول التعرف أكثر على الوعي التام واشترك في دورة تدريبية لإتقان مهاراتها فستساعدك حتما.
(مساحة مخصصة لكتابة أفكارك وإجاباتك على تمارين المرحلة الأولى المذكورة في آخر الكتاب)
.....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
--------------------------------------------------
العقلية الثانية عشر
عقلية "تحرير السعادة"
شعار العقلية:
"في الحياة لن أفترض ولن أتوقع ولن أشترط أو أتعلق بأي شيء يقيد سعادتي فيها واستمتاعي بها بما في ذلك حالتي الصحية"
عزيزي مريض السرطان، احذر من فخ تعليق سعادتك ورضاك بشرط أو قيد، لا تقل (لو أستطيع أن أفعل كذا وكذا سأكون راضيا) كن سعيدا وراضيا تماما بوضعك الآن مهما كان صعبا، درب نفسك على ذلك، تقبل وضعك وتذكر أنه شيء طبيعي ويحصل كل يوم مع عشرات الآلاف من البشر غيرك وربما أكثر، ركز على الإجراءات التي يمكنك القيام بها الآن لتحسين وضعك دون تعليق سعادتك بنتيجة تلك الإجراءات، حرر نفسك وسعادتك من الافتراضات المسبقة فلا تفترض مثلا معاملة معينة وأنت في المستشفى لدرجة أنها لو لم تتحقق أثر ذلك على راحة بالك، كل شيء وارد والخطأ وارد والقصور وارد، لا تفترض المثالية فهناك عقلية من عقليات السعادة اسمها "عقلية تجنب المثالية" أنت لست مثالي ولا أحد مثالي ولا شيء مثالي وليس من المفترض أن يكون هناك أي شيء مثالي فهذا هو الطبيعي في الحياة، لا ترفع سقف توقعاتك للدرجة التي يمكن أن يصيبك عدم تحقيقها بإحباط كبير جدا، لا تنتظر اهتماما معينا من أحد وتبني عليه سعادتك، لا تعلق سعادتك بأي شيء، تذكر عقلية "استحقاق السعادة".
(مساحة مخصصة لكتابة أفكارك وإجاباتك على تمارين المرحلة الأولى المذكورة في آخر الكتاب)
.....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
--------------------------------------------------
العقلية الثالثة عشر
عقلية "تقبل ما يكون"
شعار العقلية:
"أتقبل ما يكون خلال رحلتي مع مرض السرطان ولا أتساءل عما كان من الممكن أو المفترض أن يكون، وأردد: كل شيء كان أو يكون هو كما ينبغي أن يكون"
عزيزي مريض السرطان، التقبل والتسليم لا يعنيان الاستسلام، بل على العكس تماما، كلما كنت أكثر تقبلا كنت أكثر قوة بمرونتك وكنت أكثر قدرة على المواصلة والاستمرار، التقبل يعطيك الطاقة ويحررك ويسمح لك بتحقيق أقصى استفادة من كل شيء، من قدراتك، ومواردك، بل حتى من الظروف والعوامل الخارجية، تقبل تقبل تقبل، واعلم أن كل هذا شيء طبيعي تماما في الحياة، وهذا يقودنا للعقلية التالية.
(مساحة مخصصة لكتابة أفكارك وإجاباتك على تمارين المرحلة الأولى المذكورة في آخر الكتاب)
.....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
--------------------------------------------------
العقلية الرابعة عشر
عقلية "إدراك طبيعة العملية"
شعار العقلية:
"كل شيء يحدث لي الآن خلال رحلتي مع مرض السرطان هو جزء طبيعي من العملية والتجربة سواء علمته أم لم أعلمه"
عزيزي مريض السرطان، لا أقصد هنا بكلمة "عملية" العمليات الجراحية ولكني أقصد بها التجربة أو المهمة أو المرحلة التي تمر بها، كل شيء في حياتنا هو "عملية" بل إن الحياة كلها عملية بحد ذاتها، كلما أدركنا طبيعة العملية كلما كنا أكثر تقبلا وتفهما وتحملا وتأقلما، حديثنا السابق عن طبيعة الحياة هو تطبيق لهذه العقلية، حاول أن تتعرف على طبيعة العملية ونعني هنا طبيعة مرض السرطان ولا يعني هذا بالضرورة أن تتجه ل"قوقل" للقراءة لوحدك فهذا من شأنه أن يضيعك، بل تعرف على طبيعة مرضك من خلال التواصل الجيد مع طبيبك الذي اخترت المتابعة معه وارتحت له، وجدير بك اختيار المركز الصحي الأفضل والأقرب لك إن كان ذلك متاحا، والذي تلمس فيه اهتماما صادقا من الطاقم الطبي، تواصل مع طبيبك واطرح كل الأسئلة التي من شأنها أن تساعد في إدراك طبيعة العملية التي ستمر فيها، ومع ذلك سيبقى هناك أشياء مجهولة وغامضة ولن تعرفها إلا عندما تحدث وهذا جزء طبيعي من العملية، تأكد أن كل الأمور التي قد تقابلك وتواجهك هي جزء طبيعي من العملية والتجربة كنت تجهله فقط.
(مساحة مخصصة لكتابة أفكارك وإجاباتك على تمارين المرحلة الأولى المذكورة في آخر الكتاب)
.....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
--------------------------------------------------
العقلية الخامسة عشر
عقلية "لا شيء يدوم"
شعار العقلية:
"ليس من المفترض أن يدوم أي شيء أو شخص أو حالة، لا شيء يدوم"
عزيزي مريض السرطان، لا شيء يدوم وإليك أهم الأفكار لبناء هذه العقلية:
1. كرر يوميا: لا أخش أن أخسر أو أفقد شيئا، في الحياة كل شيء معرض للذهاب.
2. لكي تستمر الحياة وتتجدد يجب ألا يدوم شيء، هذا هو سر جمال الحياة، الحياة ليست لنا وحدنا، لو دامت لغيرنا لما وصلت إلينا، تلك روعة الحياة.
3. عقلية "لا شيء يدوم" تعني تصحيح علاقتنا بالممتلكات المادية فهي أدوات للاستخدام فقط وسوف تتعطل وتتكسر وتحترق وتتحطم وتضيع.
4. لا تعني هذه العقلية أن نكون في حالة "زهد" أو لامبالاة، ونحتاج لموازنتها بعقلية "تركيز السعداء"
5. لا حزن ولا ألم يدوم فهوّن على نفسك، لا مرح ولا فرح يدوم فعش فرحتك كاملة لا تنغصها بشيء.
6. لا صحة ولا قوة تدوم لبشر، فلا تتحسر على ذهابها.
(مساحة مخصصة لكتابة أفكارك وإجاباتك على تمارين المرحلة الأولى المذكورة في آخر الكتاب)
.....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
--------------------------------------------------
العقلية السادسة عشر
عقلية "تقدير فرصة الاختيار"
شعار العقلية:
" دائما ما يكون هناك اختيار آخر، كل يوم هو فرصة للاختيار ولن أختار ألا أفعل شيء، سأختار ما أفخر به وأشكر عليه نفسي"
عزيزي مريض السرطان، أحد التوصيفات الحقيقية لحياتنا الآن، أنها مجموع اختياراتنا السابقة، وفي كل يوم يمكننا أن نعيد الاختيار، وأهم ما يجب أن نختاره كل يوم هو توجهنا، وفي كل موقف تمر به خلال رحلتك مع مرض السرطان هناك اختيار يجعلك أقرب للسعادة وجدير بك أن تختاره، سيكون لدينا اختيارات أخرى دائما، ويجب أن نقدر تلك الفرصة دائما، اختر كل يوم أن تخوض تجربتك مع مرض السرطان سعيدا راضيا متقبلا قويا وشجاعا مهما كانت نتائج هذه التجربة، لآخر لحظة في حياتك، في النهاية كلنا لدينا نهاية لحياتنا ويجب أن نختار أن تنتهي حياتنا ونحن سعداء مستمتعين في حياتنا ومتقبلين كل ظروفنا وأحوالنا.
(مساحة مخصصة لكتابة أفكارك وإجاباتك على تمارين المرحلة الأولى المذكورة في آخر الكتاب)
.....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
--------------------------------------------------
العقلية السابعة عشر
عقلية "الأسئلة الإيجابية"
شعار العقلية:
" في كل موقف صعب أو حدث أو قصة أعيشها خلال رحلتي مع مرض السرطان أسأل الأسئلة الإيجابية الصحيحة فقط؟"
عزيزي مريض السرطان، هل سألت نفسك أسئلة من قبيل: لماذا أنا؟ ماذا فعلت يا رب ليحدث لي ذلك؟ كيف أصبت بمرض السرطان؟ لماذا لم أكتشفه في مرحلة مبكرة؟، إنها أسئلة التعاسة وهدر الطاقة والسعادة، أسئلة عقيمة لا تعطينا أي قيمة، السعداء يمارسون عقلية "الأسئلة الإيجابية" في كل مواقف حياتهم، الأسئلة الصحيحة المفيدة هي التي توجه مشاعرنا وأفكارنا وأفعالنا للأمام وليس للوراء، الأسئلة التي تجعلنا نتجاوز المكان الذي قد نكون عالقين فيه، وتساعدنا فعلا على الاستفادة من الموقف والتفكير في أفضل الأفكار والحلول والفرص، بعيدا عن أسئلة اللوم وجلد الذات هناك الكثير من الأسئلة الإيجابية الصحيحة والمفيدة، ولكن أهمها ثلاثة أسئلة وهي:
1. ما الذي يمكنني التحكم فيه الآن؟ يفعل عقلية التحكم والسيطرة ويوجه تفكيرك نحو الإجراءات الإيجابية.
2. ما الدرس الذي تعلمته من الموقف؟ يفعل عقلية الترحيب بالأخطاء والتعلم منها، ويجعلك تقدر الدرس.
3. ما الأشياء الجيدة في هذا الموقف؟ يفعل عقلية الامتنان الكلي، ويعزز نقاط قوتك والجوانب الإيجابية.
(مساحة مخصصة لكتابة أفكارك وإجاباتك على تمارين المرحلة الأولى المذكورة في آخر الكتاب)
.....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
--------------------------------------------------
العقلية الثامنة عشر
عقلية "اختيار المدخلات والتعرض"
شعار العقلية:
" أختار بوعي ما أغذّ به عقلي لأنه يصنع حياتي"
عزيزي مريض السرطان، سيكون لديك فرصة كبيرة خلال رحلتك مع مرض السرطان لمشاهدة البرامج التلفزيونية المرئية والمقاطع المسموعة والنصوص المقروءة، وهنا يجب أن تختار ما يخدمك ويقويك ويطورك ويدعمك بالشكل الصحيح، حياتك انعكاس لتفكيرك وعقلياتك، وعقلياتك انعكاس لما تدخله في عقلك بنمط متكرر وثابت، تعامل مع عقلك كالذهب، فكلما كان الذهب أنقى كلما كان أقيم.
إذا أردت السعادة فعليك اختيار أن تعرض عقلك لما يسعده واختيار المدخلات التي تزيد من سعادتك، ولتتحكم في مدخلات عقلك يجب عليك التحكم فيما تعرض حواسك له وإدارة ذلك التعرض بوعي كبير، عندما تشاهد مقطعا حزينا لابد وأن تشعر بالحزن وعندما تشاهد مقطعا آخر ينثر في نفسك الأمل والبهجة، لابد وأن تشعر أيضا بذلك، وكلا الخيارين سيكون لهما تأثير حقيقي على جسمك وصحتك وليس مجرد شعورك، فاختر أيهما تشاء!!
(مساحة مخصصة لكتابة أفكارك وإجاباتك على تمارين المرحلة الأولى المذكورة في آخر الكتاب)
.....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
--------------------------------------------------
العقلية التاسعة عشر
عقلية "اشتهاء الممكن والموجود"
شعار العقلية:
" أشتهي بوعي كل الرغبات والأفعال والأشياء الإيجابية المتاحة التي يمكن أن ألبيها لنفسي بطريقة صحيحة"
عزيزي مريض السرطان، قد تتعرض خلال رحلتك مع مرض السرطان لظروف معينة تمنعك من عمل الأشياء التي كنت تحبها وتشتهيها سابقا، أو أكلات ومشروبات معينة، لا بأس هذا جزء طبيعي من "العملية" تقبله ثم فكر في الأشياء المتاحة والمسموحة لك، واستغرق في التفكير بها، حاول أن تتخيلها وتركز على الصور والأفكار والتفاصيل التي تثير في نفسك شعور الاشتهاء لها، ثم استمتع بها عندما تقوم بها أو تحصل عليها، في أغلب الأحوال سيكون لا يزال بإمكانك اشتهاء شيء ما والاستمتاع به، من الأشياء العجيبة التي كانت أمي تشتهيها خلال رحلتها مع مرض السرطان، (الثلج) كم كانت سعيدة وهي تتناول الثلج، ومع أننا جميعا كنا نخشى عليها من أمراض الحلق إلا أنها كانت تكون حذرة في أغلب الأوقات، لا يمكنني أن أصف شعوري بالسعادة عندما كنت أحضر معي الثلج المفضل لها وأنا ذاهب لها، الحياة مليئة بالأشياء التي يمكنها إسعادنا، إنها فرصة لاكتشاف بدائل وخيارات وتجارب جديدة، فكر فيما هو متاح لك واشتهيه ثم استغرق في اللحظة واستمتع.
مع ذلك إذا كنت لا تزال تشتهي شيئا غير متاح لأي سبب فعليك تفهم شعور الاشتهاء فهذا هو أسرع طريقة لتجاوزه، شعور الاشتهاء سيمضي رغما عنه بسبب آلية عمل المخ، الاشتهاء محدود، لا يحدث ضررا جسمانيا إن لم تلبه، هو مجرد شعور دعه يمر فقط وسيمر، وتذكر لا يوجد إنسان حصل في حياته على كل شيء اشتهاه.
(مساحة مخصصة لكتابة أفكارك وإجاباتك على تمارين المرحلة الأولى المذكورة في آخر الكتاب)
.....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
--------------------------------------------------
العقلية العشرون
عقلية "حب واحترام الجسم"
شعار العقلية:
"أحب جسمي حبا غير مشروط مهما كان حاله خلال أو بعد مرض السرطان وأحترمه وأعتني به لنفسي وألبي احتياجاته بالطريقة الصحيحة ولا أربط قيمتي به"
عزيزي مريض السرطان، تصحيح علاقتك بجسدك خلال رحلتك مع مرض السرطان أمر مهم جدا، فقد يتأثر جسمك بشكل ما كثيرا أو قليلا خلال مراحل العلاج، وبدون العقلية الصحيحة قد تواجه لحظات صعبة تقلل سعادتك وراحة بالك وإليك ما يجب أخذه في الحسبان:
1. حُب جسمك وتَقَبٌّلُه مهما كان شكله ورضاك به واحترامه والاعتناء به من أجل نفسك هو أحد أسباب السعادة والاستمتاع بالحياة.
2. أجسادنا مهمة جدا لكنها تبقى مجرد أداة ووسيلة لتعيش أرواحنا فيها، فلا تبالغ باهتمامك بجسدك على حساب روحك وقلبك وعقلك.
3. لا تربط قيمتك بجسدك، بل تعامل مع ذاتك على أنها قيمة مستقلة دائما، فقد تفقد جسدك في أي لحظة وحينها ستفقد قيمتك، وإذا فقدت قيمتك، فقدت سعادتك، بل حياتك كلها.
4. استمر في الاهتمام بأكلك ودلل نفسك وحضر قائمة بكل المأكولات التي تحبها ولا تتعارض مع وضعك الصحي، واحرص على أن يكون طبيعيا ومتنوعا وغنيا بالعناصر الغذائية المختلفة ويحوي كل المعادن والفيتامينات التي يحتاجها جسمك.
5. استمر في الاهتمام بنومك ونظافتك الشخصية ورياضتك (إن كانت متاحة)، تعرف على أي تعليمات صحية من طبيبك تتعلق بذلك.
6. قد يحتاج جسمك الكثير من الراحة والاسترخاء والنوم خلال مراحل علاجك، دلل نفسك واهتم بفراشك وغرفة نومك قدر المستطاع ولا تقاوم الرغبة في النوم، نم وخذ كفايتك كلها من النوم أيا كان عدد الساعات التي تنامها، استمتع بالنوم!!
7. استمر في الاهتمام بمظهرك الجميل كما كنت سابقا بل أكثر، البس أجمل اللباس، اقتن الأشياء المفضلة لك، وتذكر أن تقوم بكل هذا من أجل نفسك أولا.
8. لا تتهاون في هذه الأمور البسيطة فأثرها كبير جدا على حالتك العامة.
(مساحة مخصصة لكتابة أفكارك وإجاباتك على تمارين المرحلة الأولى المذكورة في آخر الكتاب)
.....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
--------------------------------------------------
العقلية الحادية والعشرون
عقلية "قبول المشاعر"
شعار العقلية:
"كل مشاعري مقبولة وسأتحكم فقط في تصرفاتي وأفكاري"
عزيزي مريض السرطان، لا ترفض مشاعرك أو تقاومها أو تنكرها، اقبل كل مشاعرك أيا كانت المهم ألا تجعلها تتحكم في أفكارك وتصرفاتك فهي بيدك أنت، وإليك أهم الأفكار حول تلك العقلية:
1. قبول أي شعور يعني تقبل كل مشاعرك وحالات الضعف والحزن والخوف والعجز والألم والغضب العابرة، دون مقاومة، أو محاسبة، أو تقييم، أو انتقاد.
2. كل المشاعر مقبولة لأنها جزء طبيعي من حياتنا كبشر ويحدث بشكل لا إرادي في أغلب الأحيان.
3. مشاعر اﻹحباط والبؤس وعدم الارتياح والملل، هي مشاعر طبيعية، بل جزء مهم من الحياة، ليكشف لنا الوجه المقابل لتلك المشاعر ويحثنا على التحرك اللازم، وإحداث حالة من التوازن العاطفي في الحياة.
4. لا تخش الانهيار، لا بأس بالانهيار المؤقت، عندما تختار له الأوقات والأماكن والمقادير المناسبة.
5. عقلية "القبول المطلق للمشاعر" تساعدك على مداواة نفسك تدريجيا كما ينفس البركان عن نفسه من خلال إخراج الحمم الصغيرة بالتدريج، وهكذا يمكن لهذه المشاعر أن تذهب، ومع التدرب على هذه العقلية سيقل كثيرا تأثيرها علينا.
6. قم بممارسة عقلية "القبول المشاعر" لتتقبل وتتفهم مشاعرك ثم قم بممارسة عقلية "السيطرة الفعالة" وعقلية "الأسئلة الإيجابية" وعقلية "تركيز السعداء" لتوجيه تفكيرك نحو الأفكار والأفعال والتصرفات والإجراءات الإيجابية.
(مساحة مخصصة لكتابة أفكارك وإجاباتك على تمارين المرحلة الأولى المذكورة في آخر الكتاب)
.....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
--------------------------------------------------
العقلية الثانية والعشرون
عقلية "الحرية الألذ"
شعار العقلية:
"سأكون صادقا ومخلصا لذاتي وليس مثيرا للإعجاب، ولن أكترث برأي الناس فيما يخصني ولا يخصهم "
عزيزي مريض السرطان، قد تتعرض لكثير من الآراء والانتقادات والتوجيهات، لا بأس أن تستفيد منها إن أردت، لكن احتفظ دوما بحريتك الألذ، لا تكترث لرأي الناس فيك أو فيما تقوم به خلال رحلتك مع مرض السرطان، المهم فقط هو ما تفعله من أجل نفسك، استمتع بحريتك الألذ!
(مساحة مخصصة لكتابة أفكارك وإجاباتك على تمارين المرحلة الأولى المذكورة في آخر الكتاب)
.....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
--------------------------------------------------
العقلية الثالثة والعشرون
عقلية "المزرعة العقلية"
شعار العقلية:
"عقلي هو مزرعتي الخاصة وأنا فقط من سيختار أشجارها المثمرة، ولن أركز إلا عليها"
عزيزي مريض السرطان، تعني هذه العقلية:
1. أن تتعامل مع عقلك على أنه مزرعتك الخاصة.
2. أن تركز ضوء الشمس على الأشجار التي تريدها أنت وتنفعك خلال رحلتك مع مرض السرطان.
3. أن ترعى النباتات الضعيفة وأن تعززها.
4. أن تحمي الأشجار المهمة وتجعلها أولويتك.
5. ألا تدع أي مساحة فيها للأشجار السامة والنباتات الضارة.
6. ألا تسمح بأن تأخذ الحشائش العشوائية والصغيرة أي حيز منها (لا تدقق في تفاصيل كل شيء).
7. أن تقيم أشجار مزرعتك بثمرتها ووظيفتها.
8. ألا تسمح لأحد أن يتحكم بمزرعتك سواك.
9. تذكر: لا تملأ حياتك بالأمور التافهة، والحقيقة أن مجمل الأمور تافهة.
(مساحة مخصصة لكتابة أفكارك وإجاباتك على تمارين المرحلة الأولى المذكورة في آخر الكتاب)
.....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
--------------------------------------------------
العقلية الرابعة والعشرون
عقلية "تحمل المسئولية"
شعار العقلية:
"أتحمل مسئولية حياتي وسعادتي وتصرفاتي وردود أفعالي وأتخذ القرار بلا لوم ولا أعذار"
عزيزي مريض السرطان، تعني هذه العقلية:
1. في هذه اللحظة مهما كان وضعك وبغض النظر عن كل شيء حصل لك فأنت المسؤول الآن عن حياتك، لا تنتظر من أحد أن ينقذك.
2. أن تتحمل المسئولية في كل موقف. دائما وفي كل موقف أنت مسؤول عن التعامل مع شيء ما، مشاعرك، أفكارك، تصرفاتك وردود أفعالك، وليس مطلوبا منك سوى التركيز على هذا الشيء فقط.
3. أنك بمجرد أن تبدأ بلوم نفسك أو الأشياء والأشخاص والظروف، والشكوى من كل ذلك، أو تبدأ بالتفكير في الأعذار، فأنت تتخلى تماما عن المسئولية الإيجابية وتمشي في الطريق المعاكس للسعادة والإيجابية والتحسن.
4. أنه كلما زادت لياقة "عقلية تحمل المسئولية" زادت بالضرورة درجة نضجك، والعكس صحيح، وذلك لأن عقلية اللوم هي بشكل أساسي عقلية الأطفال وهي العقلية النقيضة لعقلية تحمل المسئولية.
(مساحة مخصصة لكتابة أفكارك وإجاباتك على تمارين المرحلة الأولى المذكورة في آخر الكتاب)
.....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
--------------------------------------------------
العقلية الخامسة والعشرون
عقلية "الترحيب بالتغيير وممارسته"
شعار العقلية:
"أرحب بالتغيير صغيره وكبيره خلال رحلتي مع مرض السرطان، وأبحث عنه وأقوم به وأتعامل معه كفرصة للنمو"
عزيزي مريض السرطان، بغض النظر عن نوع مرضك وحالتك فهناك تغيير قادم لا محالة، التغيير سمة وصفة أساسية وطبيعية في الحياة ويمكننا دائما الاستفادة من التغيير بشكل ما، فالتغيير يمكن أن يكون سببا لتعاستنا أو لسعادتنا على حد سواء، التغيير يعني أننا لا زلنا على قيد الحياة، التغيير مسبب رئيسي للنمو، والنمو مسبب رئيسي للسعادة.
التغيير يتحدانا ويخرجنا من منطقة راحتنا، وهذا ما يضطرنا لبذل المزيد من الجهود والقيام بأمور جديدة وممارسة مهارات مختلفة، وهذا فقط ما يجعلنا نتقدم، لا يوجد تغيير سيء أو جيد ولكن هناك استجابة للتغيير سيئة أو جيدة، قد تشعر أنك أصبحت أضعف ظاهريا لكن يمكن لهذا الضعف أن يساعدك على زيادة قوتك العقلية والروحية، وهناك احتمال أن يكون هذا الضعف فرصة لتعود أقوى، دائما يمكن للتغييرات والتحديات التي ستواجهك خلال رحلتك مع المرض أن تعطيك فرصة أكبر للنمو في جوانب ونواحي جديدة منك ومن حياتك، مهمتك الأساسية هي استكشاف تلك الفرص الخاصة بك، وتذكر أن الهدايا العظيمة التي تأتينا في الحياة تكون مغلفة بمصائب عظيمة!!
(مساحة مخصصة لكتابة أفكارك وإجاباتك على تمارين المرحلة الأولى المذكورة في آخر الكتاب)
.....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
26) عقلية "الإرث والغاية الفريدة"
شعار العقلية:
" أع سبب حياتي وأهميتي وغايتي الفريدة والإرث الذي سأتركه وأعيش من أجله، لن أعمل إلا على شيء ذي مغزى ومعنى يرتبط بغايتي الفريدة في الحياة"
27) عقلية "الانفصال العاطفي"
شعار العقلية:
"أجيد فصل عاطفتي عن الأشياء والمواقف والأحداث، كفصل سلك المصباح عن الكهرباء"
28) عقلية "لا تفكر واجد"
شعار العقلية:
" أراقب أفكاري ومشاعري وأخصص وقت محدود للتفكير فيها وأحذر من الوقوع في التفكير المفرط"
29) عقلية "رفض الدراما"
شعار العقلية:
"الحياة أقصر وأثمن من قضائها في الدراما، لا مكان للسلبية الدرامية والدراميين في قلبي وعقلي"
30) عقلية "العطاء بلا حدود"
شعار العقلية:
"يمكنني دائما أن أساعد وأدعم وأرعى وأهتم بمن أحبهم صغيرهم وكبيرهم، يمكنني دائما أن أثني على الجيد وأشجع على الاستمرار، يمكنني دائما أن أكون لبقا، يمكنني أن أتعمد اللطف والابتسام، دون انتظار أي مقابل"
31) عقلية "الطقس الصباحي"
شعار العقلية:
"أستيقظ كل يوم وأمارس طقسي الصباحي الإيجابي"
32) عقلية "التخطيط والاستعداد الذهني المسبق"
شعار العقلية:
" أستعد ذهنيا مسبقا للأسوأ وأتقبل الكوارث المحتملة وأخطط مسبقا للقلق والإحباط وللسعادة والبهجة"
33) عقلية "اللحظات الاستثنائية"
شعار العقلية:
"أقدر اللحظات الاستثنائية وأصنعها وأنشرها وأستغرق فيها فالحياة السعيدة ليست إلا لحظات سعيدة مميزة"
34) عقلية "قوائم السعادة"
شعار العقلية:
"لدي قوائمي الخاصة لـ: الشكر والامتنان، الإنجازات، التحسن الصحي وتجديد الطاقة، هرمونات السعادة، الاتصال بالطبيعة، التجارب الجديدة، المواهب والهوايات، الحب، الضحك"
35) عقلية "البيئة السعيدة"
شعار العقلية:
"أدرك أهمية البيئة والمكان وسأصمم البيئة التي تسعدني بقدر استطاعتي"
36) عقلية "التشبث بالحلم والأمل"
شعار العقلية:
"سأحيى بالأمل ما حييت ولن أتخلى عنه تحت أي ظرف، وسأستمر في حلم أحلام جديدة مدركا أنها مجرد أحلام"
وبالطبع جميع عقليات السعادة الأخرى مهمة ويمكنها أن تساعد في صناعة سعادة كل إنسان!!
عزيزي مريض السرطان، مجرد قراءة تلك العقليات أو التعرف عليها لن تعطيك القوة والعقلية التي تحتاجها خلال رحلتك مع المرض، كل عقلية من العقليات الخمسة وعشرين يجب أن تتمرن عليها على مرحلتين كما يلي:
المرحلة الأولى
تهدف المرحلة الأولى لبناء العقليات في عقلك أوليا بربط كل عقلية بحياتك وخبراتك السابقة من خلال إجراء التمرينات التالية مرة واحدة مع كل عقلية وكتابة الإجابة على الأسئلة التالية في الفراغ المخصص تحت كل عقلية:
1. ما هو الموقف الذي مر بك وكنت بحاجة لامتلاك هذه العقلية، وكيف سيكون شعورك وتصرفك في الموقف لو كنت تملك اللياقة الفائقة لممارستها، وما هي المواقف المتكررة الأكثر تأثرا بها؟
2. ما هي أهم 3 عادات سلبية تضعف هذه العقلية وما هي أفضل 3 عادات إيجابية تدعم هذه العقلية يمكنني استبدالها بالعادات السلبية؟ (أفعال، كلمات، أفكار، استجابات)
3. من هو الشخص (أو الأشخاص) الذي ستخبره عن هذه العقلية وتشاركها وتناقشها معه وتتوقع أنها ستصنع فرقا في حياته ولماذا؟
المرحلة الثانية
تهدف المرحلة الثانية لرفع لياقتك العقلية في ممارسة وتطبيق كل عقلية من خلال خطوات التمرين اليومية التالية:
1- ابدأ بعقلية واحدة كل يوم واستمر في التدرب يوميا حتى تنتهي من العقليات الخمسة وعشرين ثم إعادة تطبيق التمرين على كل العقليات مرة أخرى من جديد والاستمرار على ذلك حتى تشعر بأن هذه العقليات أصبحت جزءا طبيعيا منك بعد عدة أشهر.
2- تخصيص 10 دقائق كل يوم صباحا قبل بدء مهامك اليومية أو الخروج من المنزل، وقبل النوم، لقراءة العقلية جيدا، وفهمها ومراجعة شرحها وتمارينها.
3- حفظ اسم العقلية وشعارها.
4- تحديد اسم الشخص الذي ستقوم بإخباره عن العقلية اليوم.
5- استحضار العقلية ومحاولة ربطها بأكبر قدر ممكن من مواقف هذا اليوم.
6- مراجعة شعار العقلية لثلاث مرات على الأقل في أوقات متفرقة خلال اليوم.
تذكر!!
عقليات السعادة تنبني وترتفع لياقتك فيها بتكرارها واستخدامها، وهي الآن بين يديك كرر قراءتها والاستماع إليها وربطها بواقعك بأكبر قدر ممكن، وبالتأكيد ستسكن السعادة قلبك ولن تغادره.. ألقاك على خير أيها الرائع وأيتها الرائعة..